كتبت/ ياسمين ثابت
أستطيع أن أقول إن انطباعي هو أن الرواية تستحق القراءة حقًا بسبب جمالياتها في طريقة اختيار لغة السرد وأيضًا كفكرة جيدة جدًا.
أسلوب الكتابة رومانسي وهادئ وشاعري. يكتنفها الكثير من الألم والمعاناة التي تعاني منها بعض النساء اللواتي لم يحالفهن الحظ لتتويج قصص حبهن بالزواج لأي سبب من الأسباب.
نجحت رباب الجورية في جعل القارئ يشعر بحالة الخسارة التي تعيشها البطلة ، وإحساس بالشفقة عليها ، بل وجعلك تفكر حقًا في حلول لهذه المعاناة التي قتلت شغف البطلة بالحياة.
الحقيقة أن هذه الرواية تقرأ واقع كثير من النساء اللواتي يفقدن الحب لأسباب مختلفة ، فيلقون بأنفسهن على أي عابر يقرع الباب ، ويكملن معه حياة باردة ، رغم أنهن يشكلن أسرة ، ولكن بعد ذلك. يشعرون بعدم الارتياح. بمرور الوقت تُنتهك أرواحهم ، ولأنهم طاهرون ولا يعرفون طريقة للخيانة ، يصبحون فريسة للمرض العقلي. في الواقع ، هذا مثال على المعاناة الإنسانية التي تعيشها كل امرأة فقدت الحب.
وتنسب إلى رباب الجورية أنها عندما كتبت هذه المعاناة روت عاداتنا الشرقية وعقلية المرأة المسؤولة والمضحية.
قدمت لنا مشهد من تضحية المرأة الشرقية وهو
عندما أتيحت لها فرصة الحب ، هربت منه رغم أنها كانت تبحث عنه وأرادته لأنها شعرت بالمسؤولية تجاه عائلتها.
ولأن الجسد يصر على العقل لإنقاذه من كل ما يمزقه ، ولهذا السبب أتقنت الكاتبة أدواتها في خلق حبكة درامية لهذا الصراع بين العقل والجسد.
لذلك حرصت على تصوير هذا بشكل احترافي في مشهد رائع يجعلك تصنع هذه المشاهد في مخيلتك وكأنك تراها في الواقع.
في الختام أعتقد أن هذه الرواية قد تفيد العديد من الفتيات من أجل تجنب الوقوع في هذا الألم القاتل
